عن الظاهرة البيطريركية
يمنات
محمد اللوزي
الأحكام الجاهزة التي يطلقها البعض على كتاب وشعراء في اسطر وجيزة وكأنها لاتقبل النقاش ومعصومة من الزلل. هذه الكتابة الفيسبوكية أو السيندويتشية لاينبغي اعتبارها ذات قيمة، وهي اقرب الى بعثرة معنى.
أظن أننا نحتاج الى الفهم الحصيف لتجاوز هذه الكتابات العابرة وأن نفهم وظيفة العالم الافتراضي الذي نأتي إليه أو أن نصغي الى الآخر في طرحه مادام وقد قبلنا أن نكتب مانريد ونضعه امامه. ولعله من الغبن الشديد التسرع في الأحكام المطلقة والجاهزة، مثل هذا ليس حتى رأيا ولايمكن أن يكون نقدا.
نحتاج الى التبصر وإلى الدراية، والخروج عن الكتابة التظليلية، او لنقل الإغوائية المسطحة المصابة بالكسل الذهني باختصارها المعنى وافتقادها القدرة على الوعي بالآخر وبأعماله الابداعية، وحشر كل نتاجه في بضعة اسطر وجيزة. أما نلقي بالا ونكتب بدراية وتوسع، أو ان نجعل من الراي متفتحا ويقبل بالتثاقف وليس الهيمنة والوصاية.
لم يعد أحد اليوم يمتلك الحجة والرأي الفصل والقول الجاهز، الابستمولوجي اليوم متاح وغزير الحضور يقدر الجميع من المتخصصين وحتى القراء العاديين ان يقفوا بسهولة على نتاج الآخر خارج الجاهزية التي يريدها البعض للعلو والتفرد.
في العالم الافتراضي لاتفرد ولا استاذية ولا تعالي. الجميع يمتلك القدرة على الإنجاز والإبداع والتفوق. لذلك تبقى مسألة الرأي المنغلق الذي يريد أن يكون اشبه ب (التابو) نوعا من اليقينية التي تتعارض مع وسائل المعرفة المعاصرة .. هكذا نرى إلى مايلقيى به البعض من المثقفين ويتلقفه الآخر، حتى إذاماتقارب معه تعالى الصوت (البطرركي) وكأنه مس معتقد، وتلك ازمة وعي تحتاج الى المزيد من التمكن لنقراء الآخر وذواتنا بدراية وتواضع وعدم احتكار الحقيقة، وجعلها محور ارتكاز له، منها ينطلق ويؤسس ويبني ويصدر الجاهز من القول.
ولنا في هذا وقفةأخرى